وتظهر الصور الملتقطة مؤخرا حفر خندق عمودي بعمق ثلث ميل على الأقل (531 متر)، “بالتالي فهو أقوى دليل على أن بكين تنوي اختبار جيل جديد من الأسلحة النووية التي من شأنها رفع قدرة الفتك لقوتها الصاروخية المتنامية سريعا”.
ولسنوات، عبرت الإدارات الأميركية وخبراء مستقلون عن مخاوفهم بشأن قاعدة “Lop Nur”، الصينية في حين أشارت تقارير إلى احتمالية استخدامها لإجراء تجارب طوال العام وسط جو يتسم بـ “انعدام الشفافية”، وفق تعبير الصحيفة الأميركية.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن “موجات” من صور الأقمار الصناعية اليوم تظهر أن القاعدة العسكرية تحظى بحفريات جديدة، “والتي تعد مثالية لاحتواء العواصف الملتهبة من الإشعاعات المميتة الناجمة عن الانفجارات النووية”، إضافة إلى المئات من عمليات التحديث والتوسيع للقاعدة العسكرية.
وتطرقت الصحيفة، مستعينة بصور التقطت عبر الأقمار الصناعية، إلى عدد من تلك التحديثات، من بينها إنشاء أو إعادة ترميم أكثر من 30 مبنى في قاعدة “Malan” الداعمة لـ “Lop Nur”، منذ عام 2017.
كما نوهت الصحيفة إلى أن العديد من الطرق ظهرت قرب طريق يقع على بعد 75 ميلا (120 كلم) من موقع تجارب سابق، كما أكدت إنشاء طرق جديدة لشبكة الطرق التابعة للقاعدة العسكرية الأساسية، والتي تمتد مسافة 30 ميلا (48 كلم) عبر منطقة جديدة في التلال الشرقية قرب “Lop Nur”.
وسلطت الصحيفة الضوء على أنفاق حفرت في جوانب جبال كانت تستخدم في تجارب نووية سابقة، وذكرت أن صور الأقمار الصناعية توحي بأن أحد هذه الأنفاق على الأقل تمت إعادة حفره وإنشائه.
وأظهرت صور أخرى ما وصفته الصحيفة بـ “موقع مرجح جديد لاختبار مستقبلي تحت الأرض”، وذكرت أن الأنفاق العمودية في المنطقة المُطوَّرة حديثا يمكنها أن توفر الدعم لتجارب ذرية أوسع مقارنة بالشبكة القديمة من الأنفاق الأفقية.
وقال تونغ تشاو، الخبير النووي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي للصحيفة: “تشير كل الأدلة إلى أن الصين تقوم باستعدادات تسمح لها باستئناف التجارب النووية”.
ووصف سيغفريد س. هيكر، المدير السابق لمختبر لوس ألاموس للأسلحة في نيو مكسيكو، عملية إعادة بناء “Lop Nur” بأنها خارجة عن إطار المألوف، مضيفا “واصل الروس والأميركيون نشاطهم في مواقع تجاربهم، لكن ليس بهذا الشكل”.
ويقول محللون إن النشاط في “Lop Nur” يشير إلى تحديث واسع النطاق للمؤسسة النووية الصينية، محذرين من أنه قد يسرع من تراكم الأسلحة و”يشعل عصرا جديدا من التنافس الذري”.
ويضيفون أن تحركات الصين، إلى جانب تحركات القوى النووية الأخرى، يمكن أن تقوض معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي بدأ تطبيقها، في عام 1996.
ويقول بابيارز، وهو خبير في استطلاع الأقمار الصناعية وكذلك البرنامج النووي لبكين، إن التفجيرات في الأعمدة العميقة يمكن أن تسرع الجهود الرامية إلى تحسين أنواع جديدة من الأسلحة النووية لترسانة البلاد سريعة النمو.
ويقول مسؤولو الاستخبارات الأميركية إنهم تابعوا إعادة إحياء “Lop Nur” لسنوات. ويرون أنه في حين أن البناء واضح، إلا أن الغرض منه خفي تماما، مرجحين للصحيفة أن الصين ربما تستعد لإجراء تجربة نووية.
لكن المسؤولين أكدوا في الوقت ذاته أن الرئيس الصيني، شي جينبيغ، قد لا ينوي المضي قدما بإجراء تجارب ما لم تبادر الولايات المتحدة أو روسيا إلى ذلك، ويرجحون أنه قد يقوم بالتحوط في رهاناته، من خلال حفر الآبار العمودية العميقة حتى تتمكن الصين من التصرف بسرعة إذا لزم الأمر.
لبنان ٢٤
تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp