أخبار العالم

وسط الإضطرابات.. من هم أبرز المتنافسين في انتخابات باكستان؟

يتوجه عشرات ملايين الناخبين في باكستان، الخميس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية وإقليمية، تجري على وقع مشاكل اقتصادية وسياسية ومخاوف أمنية متزايدة.

ويتوقع أن تفضي الانتخابات إلى عودة رئيس الوزراء الأسبق، نواز شريف، لتولّي رئاسة الحكومة لولاية رابعة، في اقتراع هو الأول منذ الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان، بعد تصويت البرلمان بحجب الثقة عنه، عام 2022، قبل أن يحكم عليه بعدها بالسجن.

وعلى مدار العامين الماضيين، خرج الباكستانيون بأعداد كبيرة للاحتجاج على دور الجيش من وراء الكواليس في الإطاحة بخان. وقد رد الجنرالات بقوة، واعتقلوا حلفاءه وأنصاره، وعملوا على شل هياكل حزبه “حركة الانصاف”، قبل الانتخابات.

ويعتبر أنصار خان، أن القضايا التي يتابع فيها أمام المحاكم “ملفقة” وجزء من حملة لإبعاده وحلفائه عن النشاط السياسي.

ويقول محللون لـ”نيويورك تايمز”، إن الحملة ضد نجم الكريكيت السابق “كانت أكثر وضوحا وانتشارا من باقي المرات التي تدخل فيها الجيش من أجل تمهيد الطريق لمرشحيه المفضلين”، خاصة وأن الجيش الباكستاني يهيمن بشكل مباشر أو غير مباشر على الدولة المسلحة نوويا منذ استقلالها قبل 76 عاما، لكنه يؤكد منذ سنوات أنه لا يتدخل في السياسة، وفقا لرويترز.

ولأسابيع، كان عدد من الباكستانيين مقتنعين بأن الانتخابات لن تجرى حتى في الموعد المقرر لها. إضافة إلى شعور الكثيرين بأن هذه “ليست انتخابات بل اختيارا لمرشح الجيش الذي حدد مسبقا الفائز”.

وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش في مراكز الاقتراع، بعد أن أسفر  انفجاران، الأربعاء، في مكتبين انتخابيين عن مقتل 26 شخصا في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.

كما جرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء البلاد. وأعلنت باكستان أنها ستغلق حدودها مع إيران وأفغانستان، الخميس، لأسباب أمنية، وفقا لرويترز.

من يتنافس في هذه الانتخابات؟
ويرتقب أن يدلي ما يقرب من 128 مليون ناخب بأصواتهم لانتخاب البرلمان الجديد، والذي سيختار بدوره رئيس وزراء جديد للبلاد.

وتهيمن ثلاثة أحزاب رئيسية على المشهد الحزبي في باكستان، وهي الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز شريف، وحزب الشعب الباكستاني، الذي يتزعمه، بيلاوال بوتو زرداري. ، وحزب حركة “الانصاف” الذي يتزعمه عمران خان، الذي يتواجد بالسجن منذ أغسطس الماضي، ويتنافس مرشحوه في الانتخابات كمستقلين.

ومن المتوقع أن تتركز المنافسة في الانتخابات بين المرشحين المدعومين من خان، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات ويعتبر المرشح الأوفر حظا.

كما خاض بيلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة، بينظير بوتو، البالغ من العمر 35 عاما، حملة شرسة في محاولة للوصول إلى رئاسة الحكومة، ويتوقع أن يفوز حزبه ببعض المقاعد في الجنوب، حيث يتمتع بقاعدة سلطة، ويرجح أن يشكل جزءا من حكومة ائتلافية بقيادة شريف.

وفي المجمل، يتنافس أكثر من 5000 مرشح من حوالي 170 حزبا على مقاعد في البرلمان.

ويمكن للأحزاب السياسية الأصغر أن تلعب أيضا دورا حاسما في تشكيل الحكومة التي ستحتاج إلى 169 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 336 عضوا. 

ويختار الناخبون بشكل مباشر 266 عضوا في حين يتم تخصيص 70 مقعدا -60 منها للنساء وعشرة لغير المسلمين- وفقا لعدد المقاعد التي يفوز بها كل حزب.

ومن المقرر أن تغلق صناديق الاقتراع عند الساعة الخامسة، على أن تبدأ النتائج الأولية في الظهور خلال وقت متأخر مساء اليوم، غير أن فرز جميع الأصوات، والإعلان عن النتائج النهائية  قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام.

وبمجرد الانتهاء من فرز الأصوات، سيجتمع أعضاء البرلمان لتشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء المقبل، بحلول نهاية شلباط الجاري.

نواز شريف.. المرشح الأوفر حظابينما يواجه خان سلسلة من القضايا أمام محاكم، اختفت مشاكل منافسه نواز شريف القانونية الواحدة تلو الأخرى خلال الأشهر الأخيرة، قبل أن تسمح له المحكمة العليا له بالترشح لولاية رابعة، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.

وذكرت الصحيفة، أن حظوظ شريف قوية للفوز حيث يحظى بدعم الجيش، رغم أن ولاياته الثلاث السابقة كرئيس للوزراء، انتهمت جميعها بشكل مبكر، بسبب توترات مع جنرالات البلاد، بما في ذلك ولايته الأخيرة، عندما تمت الإطاحة به في 2017، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم الفساد. 

وسمحت السلطات الباكستانية لاحقا لشريف بالمغادرة إلى لندن، وبقي هناك في المنفى حتى الخريف الماضي، عندما عاد إلى لاهور مسقط رأسه، والسماح له بالترشح.

ما الذي ينتظر المرشح الفائز؟ تقول صحيفة “واشنطن بوست”، إن الفوز بولاية رابعة، سيمثل لنواز شريف فرصة لتعزيز نفوذ عائلته في السياسة الباكستانية وتغيير حظوظ حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز، الذي بدا وكأنه يتضاءل في السنوات الأخيرة.

وركز شريف في ولاياته السابقة على مشروعات البنية التحتية والنمو الاقتصادي، وهي المواضيع التي هيمنت على خطاباته، طيلة الأسابيع الماضية، خلال الحملة الانتخابية.

لكن الخبير الاقتصادي الباكستاني، عابد قيوم سوليري، يقول إن من يقود الحكومة الباكستانية المقبلة سيواجه “خيارات اقتصادية صعبة”، مشيرا إلى أن “شريف قد يجد نفسه مجبرا على دعم قرارات شعبية ولكن غير حكيمة اقتصاديا لدعم السلم الاجتماعي بالبلد”.

وقال سوليري، إنه في حين تعتمد باكستان على الأموال الدولية للحفاظ على استمرار اقتصادها ولا تستطيع تحمل زيادة الإنفاق الحكومي، فإن الحكومة المقبلة قد تنجذب نحو توسيع نطاق دعم الغذاء والغاز للحفاظ على السلم الاجتماعي. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد المفاوضات المستقبلية مع المؤسسات الدولية المانحة بشأن تخفيف عبء الديون.

وتلفت الصحيفة، إلى أن علاقات باكستان المضطربة مع جيرانها، قد تكون نقطة تثير التوترات بين الحكومة المقبلة والجيش، مشيرة إلى أنه في في حين يدعو شريف إلى إقامة علاقات أوثق مع خصمه اللدود الهند، على سبيل المثال، فإن الجيش الباكستاني يتخذ تقليديا موقفا أكثر صرامة.

في الوقت نفسه، تصاعد العنف المتطرف في باكستان منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021. وقد نفذت حركة طالبان الباكستانية، هجمات إرهابية بالبلاد أدى ذلك إلى تأجيج التوترات بين باكستان وأفغانستان.(الحرة)

لبنان ٢٤

تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp

قد يهمك أيضاً
Back to top button
error: