ماذا سيحدث لو حاولت الوقوف على كوكب أورانوس؟

عندما يتخيل البعض الهبوط على كوكب آخر، قد يبدو الأمر شبيهًا بالهبوط على المريخ أو الزهرة، لكن محاولة الوقوف على كوكب مثل أورانوس تُعد مغامرة محفوفة بالمخاطر… بل مستحيلة فيزيائيًا.
فبخلاف الكواكب الصخرية مثل المريخ والزهرة، يتكوّن أورانوس، وهو أحد الكواكب الجليدية العملاقة في النظام الشمسي، بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم، مع نسب ملحوظة من غازات أخرى كالميثان والأمونيا والماء. لكن بخلاف تسميته “جليديًا”، فإن هذه العناصر لا تكون في حالة صلبة، بل توجد في شكل سوائل عالية الضغط تحت الغلاف الجوي الكثيف.
وتوضح الدكتورة كارول هاسويل، أن الكوكبين الجليديين، أورانوس ونبتون، لا يمتلكان سطحًا صلبًا يمكن الوقوف عليه. فطبقاتهما الخارجية عبارة عن غازات دوارة، ومع التعمق أكثر، ترتفع درجات الحرارة والضغط إلى مستويات مدمّرة، قبل الوصول إلى ما يُعتقد أنه نواة صخرية في العمق.
في هذا السياق، تشير وكالة الفضاء الأميركية ناسا إلى أن أورانوس “لا يمتلك سطحًا حقيقيًا”، وأنه “يتكون في معظمه من سوائل دوامية”. وبالتالي، فإن أي مركبة فضائية ستحاول اختراق غلافه الجوي ستواجه ضغطًا وحرارة كافيين لتحطيم أكثر المعادن صلابة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهبوط على كوكب مثل أورانوس يختلف جذريًا عن الهبوط على كوكب صخري، كالمريخ أو الزهرة. فبينما سبق للبشرية أن أرسلت مسابير هبطت على تلك الكواكب، فإن المسابير التي اقتربت من كواكب غازية عملاقة مثل المشتري وزحل لم تُصمم للهبوط، بل للاقتراب والدخول في الغلاف الجوي، حيث يتم تدميرها قبل الوصول إلى أي بنية صلبة.
وتبقى مهمة إرسال مسبار إلى كوكب مثل أورانوس أو نبتون تحديًا هندسيًا كبيرًا. وقد أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أن أي محاولة مستقبلية لاستكشاف هذه الكواكب تتطلب نظام حماية حرارية عالي الكفاءة، قادرًا على الصمود أمام الضغوط والحرارة الهائلة. ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يجب تعديل المرافق الأرضية لمحاكاة الظروف الجوية لهذه الكواكب واختبار المعدات. (ifl science)