فادي إبراهيم، ورغم وضعه الصحي، لم يبخل في التعاون، كما أن صوتهُ المعهود ما زال نفسه رغم المرض.. بصلابة تحدّث، فكشف عن حالته.. فماذا قال رغم معاناته؟ ماذا عن حملة دعمه في لبنان؟ وما هي رسالتهُ لمُحبيه ولبلاده؟
“فقدتُ قدمي وأخضع لغسيل الكلى”
3 ساعات أمضاها إبراهيم، الخميس، في مستشفى قلب يسوع في بيروت، حيث خضع لجلسة غسيل الكلى، ويكشف لـ”بلينكس” إنها كانت متعبة ورغم ذلك “كتر خير الله”، و “كل شي بيجي من ربنا حلو”، كما قال.
اسم فادي إبراهيم بات حديث الإعلام في الأيام القليلة الماضية، لاسيما بعدما تردد عن أنهُ فقد إحدى قدميه بسبب الحالة الصحية التي يعاني منها.
ونقلت تقارير صحفية عن الأطباء، أنهم أعربوا عن خشيتهم أيضاً من أن يفقد الممثل اللبناني الوسيم أعضاءً أخرى في جسده، لكنهم يؤكدون أن وضعه مستقر.
يقول إبراهيم (67 عاماً) لـ”بلينكس” إنّ معاناته سببها داء السكري، موضحاً أنّه يعاني من مشاكل في الكلى أيضا، وهو الآن يخضع لجلستي غسيل أسبوعياً، ويضيف: “الأطباء يواكبون حالتي، فالسكري أتعبني ولكن لديّ إيمان بأن أبقى صامداً لمواجهة المرض. حالياً، كل المساعي تتركزُ لعلاج الكلى وأيضاً تطويق تأثيرات السكري”.
أردف: “السعي الآن لتركيب طرف اصطناعي بدل القدم المبتورة، والأمر يحتاج إلى وقت، خصوصاً أنني بحاجة لأن أتدرب على الطرف الجديد لأتعايش معه”.
حملة دعم
بكل محبة، شكر إبراهيم كل من تعاطف معه إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من الوسط الفني، مُعرباً عن تقديره لمساعي نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان لحشد الدعم المالي من أجل علاجه.
يقول إبراهيم: “الجمهور اللبناني وفيّ ولا ينسى أحداً كما أن ذاكرته عميقة وأصيلة مثله. إنه شعب لبنان الذي لا يبخل في العطاء وتقديم المساعدة. من خلالِ المحبين، سأستطيع استكمال مسيرتي، وبدعم أهل الفن سأكون حاضراً معهم مجدداً ولن أستسلم”.
وتابع: “هناك مسؤولون في الدولة يحاولون التواصل معنا، ولكن نقول أن أملنا في أن يكون لدينا دولة تحمينا وتحمي المواطن”.
“إبراهيم لن ينكسر”
نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي قال لـ”بلينكس” إنّ زملاء إبراهيم لم يتركوه أبداً، مشيراً إلى أن “التعاطف كبير جداً مع الفنان الذي أعطى لبنان من قبله”، وقال: “إبراهيم يمكث في المستشفى منذ 3 أشهر.. كان لديه تأمين صحي لكنه تجاوز الحد الأقصى، إلا أن النقابة لم تتركه في حين أن وزارتي الصحة والثقافة قدمتا له الدعم ضمن الإمكانيات”.
وأكمل: “في ظل المحنة التي يمر بها إبراهيم، التعاضد مهم بين الجميع.. هناك كلام مسيء جداً برز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وننفي ما يقال عن أن حالة إبراهيم متدهورة تماماً، فهذا الكلام غير صحيح.. وضعه حرج نعم، لكنه مستقر”.
وختم: “رحلة العلاج طويلة لكنني أؤكد أنه لدى إبراهيم معنويات عالية جداً.. صحيح أن التكاليف الصحية باهظة، لكن الصمود كبير وإبراهيم لن ينكسر.. لقد أسعد الكثيرين في مسيرته الفنية واليوم الجميع بجانبه ومهما طال الغياب سيعود أقوى مما كان”.
“الدولة تركتنا لمصيرنا”
بـ”حسرةٍ كبيرة”، أطلقت الممثلة اللبنانية رندة كعدي صرختها اتجاه الدولة اللبنانية، فقالت لبلينكس إن ما يمرّ به فادي إبراهيم يمكن أن نمرّ به جميعنا، وأضافت “الدولة تركتنا لمصيرنا.. ليس لدينا أي ضمان أو تأمين صحي.. لماذا هذا الإهمال بحق الفنان والممثل؟ قدمنا الكثير للبنان وما زلنا نعطي من قلبنا لهذا الوطن وللجمهور، ولم نبخل يوماً في العطاء، فلماذا الدولة تبخل علينا بأبسط الضمانات التي يستحق أن ينالها الإنسان؟”.
وأكملت: “الصرخة كبيرة من القلب، فادي يواجه المرض في ظل انهيار اقتصادي وأخلاقي نعاني منه في بلدنا، الأزمة كشفت الكثير من المآسي.. هناك أشخاص كثر لديهم أموال محتجزة في المصارف ولا يمكن الاستفادة منها أو استخدامها للطبابة.. أيّ واقع نعيش؟ الوجع كبيرٌ جداً وكفى استهتاراً بحياة الفنان والمواطن”.
وختمت: “إن لم نعمل فلن نستطيع العيش.. هل هذا هو جزاء الفنان في بلد الفن؟ هل هكذا يتم تكريمنا بعد العطاءات لسنوات لسنوات.. الكلامُ ينتهي أمام كل ما نواجهه من صعوبات”.
الممثل اللبناني مازن المعضّم أعرب بدوره عن حزنه الشديد لما وصل إليه فادي إبراهيم، وقال: “كرامة فادي فوق أي اعتبار، وعلى الدولة اللبنانية أن تتحرك من أجله فمن واجبها القيام بذلك، لأن فادي هو نجمٌ كبير وقامة فنية مهمة في لبنان”.
وأكمل: “في الدول الأخرى نرى أن المسؤولين يتحركون من أجل الفنانين، أما هنا فلا نلمسُ تحركاً من أحد.. الحزن عميق جداً في الوسط الفني على وضع فادي إبراهيم.. من عرف هذا الفنان يُدرك قيمة شخصيته المتواضعة، إنه شخص يحب الآخرين ويقدر نجاحاتهم”.
وختم: “نُصلي لفادي ونطلب من الله أن يكون معه ويخفف عنه وأن تمر هذا الغيمة السوداء بأسرع وقت.. فادي نحنُ بانتظارك”.
“كازانوفا” و “ضبع” الدراما
إبراهيم هو من مواليد 13 نيسان 1956، ويُعرف باسم “ضبع الشاشة اللبنانية”، وهو متزوج ولديه ولدان: ستيفاني وعمر.
منذ أن بدأ نشاطه في التمثيل عام 1976، قدّم الممثل الشهير الكثير من الأعمال الفنية والدرامية مثل مسلسل “العاصفة تهبّ مرتين”، و”فرقة ناجي عطالله”، و”تحت الأرض”، و”التحدي السر”، و”رصيف الغرباء”، و”امرأة من ضياع”، و”أبناء الرشيد: الأمين والمأمون”، و”أمطرت ذات صيف”، وغيرها.
ووُصفَ إبراهيم بـ”كازانوفا” الدراما اللبنانية، إذ كان الجميع، في تسعينيات القرن الماضي، ينتظرُ ظهور الممثل الأنيق على الشاشة الصغيرة بعدما عُرف بأدواره الرومانسية، وتحديداً في مسلسلَي “العاصفة تهب مرتين” عام 1995 و”نساء في العاصفة” عام 1997.
قبل أعوام قليلة، عانى الممثل من عوارض صحية خطيرة جراء إصابته بداء السكري. لكن قبل أشهر تفاقم وضعه، وأثناء تصويره مسلسل “سرّ وقدر” تعرض الممثل اللبناني لأزمة صحية أجبرته على دخول المستشفى. (بلينكس – Blinx)
لبنان ٢٤
تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp