هكذا تعلمين طفلك كيف يتوقف عن استعمال الضرب

يمر الطفل الصغير في البدايات بمراحل متعاقبة تشهد كثيرا من التحولات والتغيرات من الناحية العاطفية، الذهنية والمزاجية. والفكرة هي أن تلك التحولات تكون سريعة وقوية لدى بعضهم، مما يصعب الأمور على أمهاتهم، حيث يكن بحاجة للتعامل مع تلك التحولات بطريقة ذكية كي ينجحن في السيطرة عليها ليضمن عدم خروج الأمور عن نصابها.

 

والمشكلة الكبرى هي التي تحدث عند تحول تلك العواطف إلى ردات فعل جسدية، أو لجوء الطفل إلى الضرب وبدء تعوده على ذلك، وهنا تضطر الأم للتدخل والبحث عن حلول كي توقف بها الطفل عن ممارسة تلك العادة، التي قد تنتج عنها تداعيات وخيمة في الأخير.

 

ولعل أول رد طبيعي يصدر عن الأم في مثل هذا الموقف هو رفع صوتها وإخبار الطفل بأن يتوقف عن ما يفعله فورا، لكن خبراء متخصصين لا يحبذون تلك الطريقة، من منطلق أنها قد تضر أكثر مما تفيد، وأنها قد تحرض الطفل على العناد وفعل الشيء نفسه.

وتابع الخبراء هنا بقولهم إن ما يجب أن تعرفه كل أم بهذا الخصوص هو أن إقدام الطفل على الضرب ما هو إلا محاولة من جانبه للفت الانتباه، حيث يرى أنه ما أن يقوم بعملية الضرب، فإنه سرعان ما سيحظى بالاهتمام وسيكون محل اهتمام كل المحيطين به.

لذا، وبدلا من أن تسمحي لطفلك بتذكر كلماتك القاسية عندما يكبر، يجب أن تعلميه أن عادة الضرب التي يقوم بها ليست عادة جيدة للفت الانتباه، وأنك غير راضية عنها تماما.

والسؤال الآن ”ما الطريقة المثلى التي يمكن للأم اتّباعها في تلك الحالة؟“

الحقيقة أن الدور الأكبر هنا يقع على الأم، لأنها تكون مطالبة بتعليم الطفل الطريقة التي يمكنه أن يتعامل بها مع المشاعر، لأنه في تلك السن الصغيرة، يكون لا يزال في مرحلة اكتشاف ماهية المشاعر، ولا يكون لديه أي دراية بطريقة التعامل مع المشاعر الأساسية.

وما يجب على الأم فعله في تلك الأثناء هو أن تتحلى بالهدوء وأن تتعامل بذكاء في احتواء مشاعر الطفل (سواء كانت مشاعر غضب أو مشاعر إحباط )، حيث يجب أن تتحدث معه وأن تخبره بأن يتعلم الهدوء مع فرضها الحدود الواجب أن تكون بينها وبينه، وأن تقول له (ليس من المقبول أن تضرب. سأجلس هنا معك وسنأخذ أنفاسا عميقة)، وما أن يهدأ الطفل، يمكن للأم أن تنتقل معه للمرحلة التالية، وهي المتعلقة بالاستفسار منه عن سبب إقدامه على الضرب، كي تفهم منه السبب الفعلي وتحاول معالجته.

وأكد الخبراء على فعالية تلك الطريقة، خاصة وأنهم جربوها على كثير من الأطفال، وتبين أنها تأتي معهم بمردود جيد، حيث ينصاع الطفل في الأخير لوالدته، بعد لحظات المواجهة الهادئة بينها وبينه، ومع التعود، ستلحظ الأم بدء تخلص الطفل من تلك العادة.

والخلاصة، كما شدد عليها الخبراء في الأخير، هي أن أفضل طريقة تُعَلِّم بها الأم طفلها آلية تنظيم المشاعر الأساسية (كالغضب والإحباط) هي أن تنظم هي مشاعرها أولا، كي تكون أكثر استقامة في طريقة معالجتها للمشكلة، وتكون أكثر قدرة على حلها.

المصدر فوشيا

تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp

زر الذهاب إلى الأعلى
error: