هل العالم أمام حرب عالمية ثالثة؟
واشنطن وبكين على شفا حرب،وفقاً لراي داليو، الملياردير الذي جنى أمواله من إدارة أكبر صندوق تحوط أجنبي في الصين، والذي تنبأ بموعد اندلاع صراع كبير بين القوتين العظمتين.
وبحسب صحيفة “اكسبريس” البريطانية، “تدهورت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوى تاريخي وذلك بسبب الخلافات بين الدولتين في ما يتعلق ببؤر التوتر الرئيسية مثل تهديدات بكين بغزو تايوان، وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان وتحالفها الوثيق مع روسيا. ولكن وفقًا لداليو، الذي أقام “صداقات وثيقة جدًا” في الصين خلال 40 عامًا من الزيارات المتكررة للأمة، لا بد أن تأخذ الأمور منعطفاً نحو الأسوأ في أقرب وقت لأن الولايات المتحدة والصين “معرضتان لخطر تجاوز الخطوط الحمراء لبعضهما البعض”.
وتابعت الصحيفة، “وقد جعل ذلك داليو في وضع جيد للإفصاح عن هذا التنبؤ المرعب بعد التحدث إلى صانعي السياسة غير الصينيين في بلدان أخرى (بما في ذلك الولايات المتحدة) والمواطنين الصينيين وخبراء الصين خارج البلاد. وكتب الملياردير على لينكد إن: “الولايات المتحدة والصين على شفا الحرب والحوار بينهما أصبح بعيد المنال. ما أعنيه عندما أقول إن الولايات المتحدة والصين على شفا الحرب هو أنه يبدو أنهما على وشك خوض حرب عقوبات و / أو حرب عسكرية لا يريدها أي من الطرفين ولكن يعتقد الكثيرون أنها ستحدث على الأرجح، ويعود سبب ذلك أولاً، لأن كل جانب بات قريباً جدًا من خطوط الآخر الحمراء، وثانياً، لأن كل جانب يستخدم سياسة حافة الهاوية لدفع الطرف الآخر لخطر تجاوز الخطوط الحمراء للآخر. وثالثاً، لأنه من المحتمل أن تتسبب السياسة في سياسة حافة الهاوية الأكثر عدوانية خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة”.
وأضافت الصحيفة، “وحذر داليو من أن أكبر القضايا التي تهدد بإثارة صراع هي خطر الغزو الصيني لتايوان، والمواجهات بين السفن الحربية والطائرات الأميركية والصينية، والحرب في أوكرانيا، والعقوبات الاقتصادية. وهددت الصين مرارًا وتكرارًا بشن غزو للأمة المتمتعة بالحكم الذاتي في مضيق تايوان والتي تدعي السيادة عليها. لكن هذا الادعاء لم تعترف به الولايات المتحدة أو القانون الدولي، وقد أدانت واشنطن أعمال الصين المتمثلة في تصعيد العدوان العسكري في المنطقة. في غضون ذلك، لم تعبر الصين عن ادانة غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير الشرعي لأوكرانيا وأبرمت صفقات طاقة كبيرة مع موسكو، وهذا يتعارض مع العالم الغربي الذي يحاول النأي بنفسه عن الكرملين بقطع العلاقات”.
وبحسب الصحيفة، “كما ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق إزاء أهداف الصين السياسية والاقتصادية التوسعية. وتم فرض الجزء الأكبر من العقوبات الأخيرة على بكين في عام 2018 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي اتخذ موقفًا اقتصاديًا متشددًا ضد الصين مما أدى إلى اندلاع حرب تجارية. وتوترت العلاقات منذ ذلك الحين. والآن، تفكر الولايات المتحدة في فرض عقوبات جديدة بينما يسارع الرئيس الحالي جو بايدن للحد من نمو قطاع التكنولوجيا في الصين”.
وتابعت الصحيفة، “وفقًا لداليو، يمكن أن يكون الرئيس الصيني شي جين بينغ أول من سيرضخ لهذا النوع من الاستفزازات من قبل الولايات المتحدة. وكتب: “أعتقد أن الاستفزازات الأكبر ستأتي على الأرجح من الجانب الأميركي، والتي أخشى أنها ستؤدي إلى تجاوز الخط. وأضاف: “في حين أتوقع أن تؤدي هذه الاستفزازات على الأرجح إلى قيام الصين بردود عدوانية، فلا أعتقد أن ردود الفعل الصينية على الاستفزازات ستكون قوية بما يكفي لإثارة الحرب في المستقبل القريب، لأن الصينيين لا يريدون خوض الحرب. وأتوقع أن يكون الجانب الصيني منضبطًا للغاية في الوقت الحالي”. وأشار داليو أيضًا إلى أن “التأثيرات السياسية المتشددة في الولايات المتحدة ستمارس مزيدًا من الضغط على العلاقة خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة بسبب ظهور موسم انتخابات 2024”.
وأضافت الصحيفة، “يأتي ذلك بعد أن حذر وزير الخارجية الصيني تشين جانغ من أن الولايات المتحدة والصين تتجهان نحو “صراع ومواجهة” إذا لم تغير الولايات المتحدة مسارها. وحذر الشهر الماضي: “إذا لم تضغط الولايات المتحدة على المكابح، وواصلت الإسراع في المسار الخطأ، فلن يمنع أي قدر من الحواجز الخروج عن المسار، وبالتأكيد سيكون هناك صراع ومواجهة”. وأضاف: “مثل هذه المنافسة هي مقامرة متهورة، حيث تكون الرهانات هي المصالح الأساسية للشعبين وحتى مستقبل البشرية”.
وبحسب الصحيفة، “ورددت تعليقاته صدى الملاحظات التي أدلى بها الرئيس شي. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الزعيم الصيني قوله: “الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة نفذت الاحتواء الشامل والحصار والقمع تجاه الصين، الأمر الذي جلب تحديات خطيرة غير مسبوقة لتنمية أمتنا”. وأضاف أن الصين يجب أن “تظل هادئة، وتحافظ على تركيزها، وتسعى جاهدة للتقدم مع الحفاظ على الاستقرار، وتتخذ إجراءات فعالة، وتتحد، وتتجرأ على القتال”.”