تركيا على موعد مع جولة الاعادة.. الصناديق تختار الرئيس المقبل وأردوغان الأوفر حظاً
تنطلق غداً جولة الاعادة التركية، بعدما لم يتمكن اي من المرشحين للانتخابات الرئاسية من الحصول على اكثر من نصف الأصوات التي تخوله الوصول الى سدة الرئاسة التركية. وسيتوجه 61 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع للاختيار بين المرشحين.
وستكون هذه هي أول مرة في تاريخ تركيا تجري فيها جولة إعادة للانتخابات الرئاسية. ويتنافس في هذه الجولة مرشحان هما مرشح تحالف الشعب الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح التحالف الوطني كمال كليجدار أوغلو.
وشكل اعلان المرشح الرئاسي صاحب المركز الثالث سنان أوغان تأييده أردوغان علنًا هذا الأسبوع، فرصة حقيقية للاخير للفوز على أوغلو في جولة الإعادة، لا سيما وان أردوغان فاز بفارق خمس نقاط تقريبًا عن منافسه الرئيسي، زعيم المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، وبأقل من نصف نقطة مئوية عن عتبة الـ 50٪ المطلوبة للفوز. وفازت كتلته البرلمانية بأغلبية مريحة في المجلس التشريعي.
وفي هذا الاطار، يشير الباحث المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط وتركيا جو حمورة، الى ان أسبابا كثيرة منعت اردوغان من حسم فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ولعل أبرزها الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد لا سيما عقب الزلزال الذي ضرب البلاد، إضافة الى موضوع اللاجئين السوريين الذي يعتبر واحداً من أبرز المواضيع التي تؤرق بال التركيين وتمنعهم من التوجه الى انتخاب اردوغان. واذ رجح حمورة أن يفوز اردوغان بهذه الانتخابات، لفت الى انه وإضافة الى الاصوات التي حصل عليها أردوغان في الجولة الأولى وتأييد سنان أوغان له في جولة الاعادة، ما يعطيه هامشاً اكبر للفوز، الا انه تمكن من تقديم مشروع كامل متكامل للشعب التركي للسنوات المقبلة، يشمل رؤيته للوضع الاقتصادي والاجتماعي وموضوع اللاجئين السوريين وقوة الدولة واعادة النهوض بعد الزلزال، في حين بدت كل هذه النقاط غائبة عن مشروع منافسه اوغلو الذي ركز في حملته الانتخابية على موضوع اللاجئين من دون ابراز اي جانب آخر من المشروع الانتخابي.
وعليه يتابع حمورة: “فان أغلب استطلاعات الرأي تدل على ان اردوغان سيتمكن من تخطي عتبة الـ50% انطلاقاً من خطابه السياسي المتمكن والذي يطال غالبية شرائح من المجتمع، واستقالة الاف الاتراك من الاحزاب الداعمة لأوغلو واعلان تأييدها لأردوغان”.
ولفت حمورة في حديث عبر “لبنان24″ الى ان الانتخابات التي جرت في 14 أيار الجاري، أعطت الاكثرية النيابية في البرلمان الى اردوغان وحلفائه، ما سيدفع التركيين الى صب اصواتهم في انتخابات الاعادة في هذا الاطار، منعاً لاعادة تجربة الاتراك مع ما يعرف بـ”ائتلاف السلطة” والذي أدى في تسعينيات القرن الماضي الى مشاكل كبيرة وتعطيل في البلاد، مشدداً على ان هذه النقطة ستكون حتماً لصالح اردوغان في انتخابات الاعادة. ورداً على سؤال عن الثمن الذي دفعه أردوغان لسنان أوغان للاستحصال على أصوات حزبه في الانتخابات، أشار حمورة الى انه “وعلى الرغم من ان الاعلام التركي ليس واضحاً في هذا المجال، بل من المؤكد أن اتفاقاً حصل ما بين الرجلين، حصل بموجبه أوغان على نوع من الضمانات بموضوع اللجوء السوري وربما أخذ بعض المناصب كنائب الرئيس او بعض الوزارات في الفترة المقبلة”.
وعما قد يتغير في تركيا اذا ما وصل اردوغان، أشار حمورة الى “انه سيكون اكثر تحرراً بعد الفوز، لان سيقوم بما يتمناه لبلاده سواء في الداخل او الخارج لأنها ولاته الأخيرة، وهو سيعمد الى تطبيق سياسة متشددة داخلياً وسيكون فاعلاً اكثر في أزمات المنطقة لا سيما الدول المحيطة بتركيا سواء في اذربيجان وسوريا وليبيا إضافة الى تعزيز تحالفه مع روسيا وسياستها”.
سواء فاز أردوغان أو أوغلو في الانتخابات الرئاسية، تمكنت تركيا من انجاز هذا الاستحقاق الانتخابي، ومن فرض نفسها لاعباً مهماً في المنطقة ، وبلدا قادرا على النهوض على الرغم من كل الازمات التي تعصف به.