رياض سلامة… هذا ما فعله بأموال المودعين

– ناشر ورئيس تحرير موقع Leb Economy ألفونس ديب
ليس مستغرباً ان تفرض الخزانة الأميركية عقوبات بحق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، فمهما كانت الأسباب التي دفعتها الى ذلك، يبقى سلامة بالنسبة للبنانيين يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الإنهيار المالي والنقدي وخسارة لبنان واللبنانيين ثرواتهم.
بالتأكيد رياض سلامة عليه مسؤولية كبيرة، لأن تناقص وتآكل الودائع بالدولار حصل أمام عينيه ومن دون أن يرف له جفن، إنما بالعكس كان دائماً مبتسماً ومطمئناً، في حين أنه بحسب قانون النقد والتسليف المؤتمن على هذه الأموال.
لم يكتفِ رياض سلامة بمسايرة السياسيين، المسؤولين الأساسيين عن تبديد أموال اللبنانيين، وذلك بالسكوت عن المخاطر الكبيرة، وبإمدادهم بإحتياجاتهم لتقوية مواقعهم، إلا أنه أسرف ايضاً في الإنفاق من أموال المودعين، وهذا ما ادى الى انخفاض احتياطات مصرف لبنان من العملات الأجنبية من حوالي 33 مليار دولار عشية بدء الأزمة نهاية العام 2019 الى حوالي 9 مليارات دولار حالياً.
لقد تم إنفاق كل هذه الأموال بموافقة رياض سلامة من اجل الدعم ومن أجل القطاع العام ومن أجل الفيول والغاز اويل ومن أجل منصة صيرفة، وكله من أموال المودعين.
كيف لرياض سلامة أن يوافق على الإنفاق من ما تبقى من أموال المودعين، في حين ان قانون النقد والتسليف لا يعطيه هذا الحق، ويشترط اقرار قانون في البرلمان اللبناني واضح من حيث وجهة الإنفاق والضرورة القصوى لها وحجم الأموال المطلوبة، والأهم من كل ذلك تضمين القانون كيفية إعادة هذه الأموال وبآلية أكيدة وبمدى زمني محدد.
لقد ضاعت أموال المودعين المظلومين، وتم إفقار البلد، وكل ذلك حقيقة بسبب النمطية المتخلّفة في أداء السيايين والتي يعتريها الكثير من النقص في الوطنية، وبسبب غطرسة رياض سلامة وخضوعه للطبقة الحاكمة في آن.