كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس من بيروت عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعما “لاستقرار” لبنان، معولة على “التعاون الجيد” من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين انطلاقا من السواحل اللبنانية. فيما يبحث المهاجرون الذين يبدؤون رحلتهم على متن قوارب غالبا ما تبحر من شمال لبنان عن حياة أفضل في دول أوروبية.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاينالخميس خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت إثر لقائها الرئيس القبرصي ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي “أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة بدءا من هذا العام حتى 2027” من أجل المساهمة في “الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي”.
وأضافت مخاطبة السلطات “نعوّل على تعاونكم الجيد لمنع الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين” انطلاقا من لبنان.
ومن جهتها، تقول قبرص إنها تشهد تدفقا متزايدا للمهاجرين السوريين من لبنان بشكل غير نظامي، خاصة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وتعتبر أن التصعيد عند الحدود بين حزب الله وإسرائيل أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الإقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين.
هذا، ومنذ مطلع العام حتى الرابع من نيسان/أبريل، وصل قبرص أكثر من أربعين قاربا على متنها نحو 2500 شخص، وفق تقديرات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي لم تحدد عدد القوارب التي انطلقت من لبنان وتلك التي انطلقت من سوريا.
ويشار إلى أن نيقوسيا أعادت عددا من القوارب إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة، في عمليات تصر على أنها قانونية، بموجب اتفاقية ثنائية أُبرمت قبل سنوات مع بيروت بشأن إعادة المهاجرين غير النظاميين.
وكان قد زار الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان في الثامن من نيسان/أبريل، وبحث مع ميقاتي في مسألة اللاجئين وكيفية ضبط تدفقهم باتجاه بلاده.
“عدد النازحين يناهز ثلث عدد اللبنانيين”
ومن جانبه، قال ميقاتي خلال المؤتمر الصحفي ذاته “الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصا وأن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية”.
ويذكر أن لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ العام 2019، يستضيف نحو مليونَي سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة.
وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية في وقت عمدت فيه قبرص في الفترة الأخيرة على إعادة قوارب مهاجرين تنطلق بصورة غير نظامية من السواحل اللبنانية باتجاهها، بينما تكرر السلطات اللبنانية مطالبة المجتمع الدولي بإعادة السوريين الى بلدهم، بعدما توقفت المعارك في محافظات سورية عدة.
هذا، ويبحث المهاجرون الذين يبدؤون رحلتهم على متن قوارب غالبا ما تبحر من شمال لبنان عن حياة أفضل في دول أوروبية، ويتوجه معظمهم إلى قبرص، الجزيرة المتوسطية التي تبعد أقل من 200 كيلومتر عن لبنان.
فرانس24/ أ ف ب
تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp