النفايات الفضائية… اليكم بعض المعلومات حولها

تحطمت يوم الجمعة الموافق الرابع من آذار الجاري بقايا صاروخ على الجانب البعيد من القمر. ووسط إنكار كل من الصين والولايات المتحدة مسؤوليتهما عن هذا الحادث، تثير هذه المسألة مخاوف بشأن التلوث الذي طال الفضاء.

وفي تقرير نشرته صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية، تقول الكاتبة أودراي دوفور إن البشر يتحملون لأول مرة في التاريخ مسؤولية التلوث اللاإرادي الذي طال جرما سماويا آخر غير كوكب الأرض بعد سقوط بقايا صاروخ تائه على سطح القمر.

أول تحطّم للنفايات الفضائية على سطح القمر

هذا ليس أول حادث تحطم يقع على سطح القمر. فمنذ عام 1959 ومهمة “لونا 2” (2 Luna) السوفياتية، أرسلت البشرية العديد من المسابير والروبوتات والأجهزة الأخرى التي تحطمت على سطح القمر طواعية، منها التي هبطت هناك بدرجات متفاوتة من النجاح.

وفي الأشهر المقبلة، ستطلق الولايات المتحدة برنامج “أرتميس” (Artemis)، وبينما تستعد روسيا لإرسال مسبار “لونا 25” (25 Luna) في شهر أغسطس/آب المقبل، تضع الهند اللمسات الأخيرة على مسبار “شاندريان-3” (Chandrayaan-3) الذي تستعد لإطلاقه في الصيف.

وفي حادث يوم الجمعة الموافق الرابع من مارس/آذار الجاري، لم يسقط على سطح القمر سوى حطام صاروخ، وهو ليس بأي حال من الأحوال سقوطا طوعيا أو مبرمجا أو مفيدا للبحوث العلمية. وهذا الحطام يعود في الواقع إلى معزز صاروخ، وهي أجزاء “المحرك” الكبيرة الملحقة بالصواريخ، تضمن الإقلاع ثم تنفصل عنه لتسقط وتتفكك في الغلاف الجوي للأرض.

لكن بدلا من السقوط على سطح الأرض، بدأت هذه النفايات تتجول بين الأرض والقمر قبل أن تسحبها جاذبية القمر. ووفقًا لتقرير عالم الفلك الأميركي بيل غراي، وهو أول من اكتشف هذا الجسم التائه في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن يتحطم هذا الحطام على حافة فوهة “هرتزسبرونغ” (Hertzsprung) على الجانب البعيد من القمر.

هل هي قطعة من صاروخ فالكون 9 أميركي أم صاروخ صيني؟

في ذلك الوقت، اعتقد الفلكي أنه كان يتعامل مع قطعة من صاروخ فالكون 9 التابع لشركة “سبيس إكس” (SpaceX) الأميركية، لكن وكالة “ناسا” (NASA) ومؤسسات أخرى نفت هذه المزاعم. وبعد تحليل شامل، أعيد تصنيف الجسم على أنه ينتمي إلى الصاروخ الصيني الذي أطلق مهمة “تشانغ إي-5 تي1” في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

من جهتها، أنكرت بكين هذه الادعاءات. وفي 21 فبراير/شباط الماضي، عندما سئل وزير الخارجية الصيني عن هذا الموضوع أجاب بأن “مركبة مهمة تشانغ إي-5 عادت إلى الأرض كما هو مخطط لها وتفككت تماما”. لكن يبدو أنه تم الخلط بين مهمة تشانغ إي-5، التي تم إطلاقها في عام 2020 وتفككت بشكل صحيح بالفعل، ومهمة تشانغ إي-5 تي1.

وما زاد من الارتباك أن القوات المسلحة الأميركية التي تتبع الحطام الفضائي ذكرت على موقعها أن معزز صاروخ تشانغ إي-5 تي1 مدرج في الواقع على أنه عاد إلى الأرض واحترق في غلافها الجوي. لكن هذه المعلومات لم تؤخذ تلقائيا من البيانات المتعلقة بعملية الإطلاق، ولا من التتبع الفعلي. لذلك من الصعب تحديد من على حق ومن على خطأ. وإذا كان هذا الجسم صينيا حقا، فإن مصير قطعة صاروخ فالكون 9 الأميركي يظل لغزا.

الكثير من التلوث والمخلفات الفضائية

بغض النظر عن مصدرها، فإن هذه النفايات تعيد فتح النقاش حول المخلفات الفضائية وتدابير حماية الكواكب. وحسب تقدير أرنو سانت مارتن، المتخصص في تاريخ صناعة الفضاء في المركز القومي للبحث العلمي “سي إن آر إس” (CNRS) “كان من المفترض أن نحمي الأجرام السماوية، وما حدث مشهد مفزع إلى حد ما”.

وفي عام 2019، أدى التحطم العرضي لمسبار إسرائيلي يحمل كائنات حية، بطيئات المشية (التارديغرادا)، إلى إحياء المخاوف بشأن تلوث التربة القمرية. كما أن الحادث الأخير يثير أيضا مسألة تتبع النفايات.

ويتم حاليا مراقبة المدار المنخفض والغلاف الجوي للأرض جيدا، في وقت لا توجد فيه مؤسسة تراقب باستمرار ما يحدث بعد ذلك، خاصة عندما ينعدم خطر الاصطدام بالأرض.

وتراقب وكالات الفضاء والشركات الصناعية الأقمار الصناعية والتلسكوبات والمسابير الخاصة بها، ولكن لا يشمل ذلك العناصر التي من المفترض أن تعود إلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق فيه.

ويقول بيل غراي “لا يوجد خطر على رواد الفضاء أو الأرض. وما يجب أن يثير القلق هو أنني واحد من بين القلائل الذين يتّبعون هذا الحطام”.

المصدر: الجزيرة

 

تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp

زر الذهاب إلى الأعلى
error: