بريطانيا تدرس وضع قيود على استخدام الأطفال للهواتف الذكية

تدرس الحكومة البريطانية تطبيق إجراءات أكثر صرامة للسلامة على الإنترنت، للحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
تشمل المقترحات وضع حد أقصى لاستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الفردية بساعتين، ومنع استخدام تلك التطبيقات بعد العاشرة مساءً، حسب ما أوردته صحيفة “ميرور”.
كان وزير التكنولوجيا، بيتر كايل، قد قال في تصريحات لـBBC إنه يدرس “الطبيعة الإدمانية لبعض التطبيقات والهواتف الذكية”، وذلك رداً على سؤال حول ما إذا كان سيتم النظر في فرض قيود زمنية، لكن ناشطاً في مجال السلامة على الإنترنت اتهم الحكومة بتأخير سن قوانين جديدة لحماية الأطفال.
وقال إيان راسل، الذي انتحرت ابنته مولي في الرابعة عشرة من عمرها بعد مشاهدة محتوى ضار على الإنترنت: “في كل يوم تؤخر فيه الحكومة سن قوانين أكثر صرامة للسلامة على الإنترنت، نشهد المزيد من فقدان أرواح الشباب وتضررها بسبب ضعف التنظيم وتقاعس شركات التكنولوجيا الكبرى”.
وأضاف راسل، الذي أيّد قانون السلامة على الإنترنت الذي أصدرته الحكومة السابقة، أن تشريعاً “أقوى وأكثر فعالية” فقط هو الذي سيُغيّر الوضع تماماً في ما يتعلق بالمنتجات ونماذج الأعمال غير الآمنة التي تُعطي الأولوية للتفاعل على السلامة.
وأضاف: “سيسعد الآباء في جميع أنحاء البلاد برؤية رئيس الوزراء يتخذ إجراءً حاسماً لقمع موجة الأذى التي يتعرض لها الأطفال على الإنترنت، لكن الحلول المؤقتة لن تُجدي نفعاً”.
عقوبات جنائية
وقال وزير التكنولوجيا إن تشريع تشديد قوانين السلامة على الإنترنت، الذي أعدته الحكومة المحافظة السابقة عام 2023 لم يتم إقراره بعد، وأضاف “شهدنا هذا العام محتوى غير قانوني يجب إزالته، ولكن في يوليو، يجب على المنصات توفير مواد مناسبة للفئة العمرية، وإلا فستُفرض عليها عقوبات جنائية”.
وأشار إلى أنه كان يدرس بعناية ما يتعين على الحكومة فعله لاحقاً “للتشديد أكثر” على السلامة، و”فهم شكل الحياة الصحية للأطفال على الإنترنت”، و”إزالة العوائق” أمام تحقيق ذلك.
وبإمكان الآباء الذين يستخدمون أدوات الرقابة الأبوية من أبل أو جوجل تفعيل حظر استخدام الأطفال للهواتف في أوقات معينة، إلى جانب حدود زمنية للشاشة لكل من التطبيقات والأجهزة بشكل عام.
ووضع تطبيق “تيك توك” حداً زمنياً للشاشة قدره 60 دقيقة لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً في عام 2023، مع إمكانية إيقافه، كما يدعو إنستجرام المستخدمين من جميع الأعمار إلى تعيين حدهم الخاص، ومع ذلك، لا يُعرف عدد الأشخاص الذين يختارون تفعيل هذه الضوابط.
وفي خطاب ألقاه العام الماضي، قال السير نيك كليج، المدير السابق للشؤون العامة في شركة ميتا، إن إقبال الآباء على الأدوات المصممة لمساعدتهم على إدارة أنشطة أطفالهم على الإنترنت كان منخفضاً.
ويُرجع بعض الآباء ذلك إلى كثرة الأدوات التي تقدمها التطبيقات والشركات، مما يجعلهم يجدونها مُرهقة.
حماية الأطفال من الأضرار التكنولوجية
ودعت مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا، راشيل دي سوزا، الحكومة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزماً لحماية الأطفال من الأضرار التكنولوجية.
وقالت: “تتطور التكنولوجيا بوتيرة هائلة، وهذا الجيل من الأطفال لم يعرف الحياة بدون الإنترنت، لذا علينا أن نكون أكثر جرأة في كيفية استجابتنا للمخاطر التي يواجهونها.. لا ينبغي أن يُتوقع من الأطفال مراقبة العالم الإلكتروني بأنفسهم”.
وأضافت: “أي مدة قضوها على الإنترنت تُعتبر طويلة جداً إذا كان المحتوى الذي يشاهدونه ضاراً.. أحث الحكومة وهيئة الاتصالات البريطانية على تعزيز كل من قانون السلامة على الإنترنت وقوانين الأطفال حتى لا يأتي تحقيق الربح من المنصات على حساب الحماية”.
في يناير، صرّح الوزير كايل لـBBC بأن قوانين السلامة على الإنترنت “غير متكافئة”، و”غير مُرضية”، وذلك عقب دعوات من نشطاء لتشديد القواعد.
وأعرب الوزير عن “إحباطه” من قانون السلامة على الإنترنت، لكنه لم يلتزم بإجراء تغييرات على التشريع، وصرح مصدر في الحكومة البريطانية لاحقاً بأنه لا توجد خطط لإلغاء القانون.
ومن المشاكل المحتملة التي تواجه فكرة فرض حدود زمنية قانونية لاستخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي؛ أن الغالبية العظمى من شركات التكنولوجيا تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
وقد انتقدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشدة، الحكومات الأجنبية التي تحاول تنظيم أعمال التكنولوجيا.
في عام 2021، فرضت الصين قيوداً صارمة على الألعاب الإلكترونية، إذ حددت للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً ساعة واحدة يومياً أيام الجمعة، وعطلات نهاية الأسبوع، والعطلات الرسمية فقط، وحل هذا محل الحدود السابقة البالغة 90 دقيقة يومياً، والتي ارتفعت إلى ثلاث ساعات خلال العطلات الرسمية.
وأعربت الصين عن مخاوفها بشأن تأثير “الإفراط” في استخدام الألعاب على الشباب، وكانت تدرس فرض المزيد من القيود، بما في ذلك القيود على عمليات الشراء داخل اللعبة ومكافآت تسجيل الدخول اليومية، ولكن في العام الماضي، اختفت مسودة التحديث من موقع الحكومة الإلكتروني.