تكنولوجيا و علوم

النصف الأول من 2025 الأشدّ حرارة.. كيف يؤثر ذلك على لبنان؟

أكد رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة في لبنان فادي غانم، أن العالم يشهد تحولًا مناخيًا غير مسبوق، إذ سجّل النصف الأول من عام 2025 أعلى درجات حرارة منذ عام 1850، متجاوزًا عتبة 1.5 درجة مئوية فوق المعدلات ما قبل الصناعية، وفق تقارير الأمم المتحدة و”كوبيرنيكوس”. هذا الارتفاع يُنذر بكوارث تشمل ذوبان الجليد، تطرف الطقس، تهديد الأمن الغذائي، ونزوح بيئي متزايد.

وأشار غانم إلى أن أزمة المناخ في لبنان لم تعد نظرية، بل تتجلى من خلال ارتفاع حرارة المناطق الجبلية بأكثر من 2.5 درجة مئوية، وتراجع الهطولات بنسبة 25% خلال العقد الأخير، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه. كما تشهد البلاد سنويًا أكثر من 150 حريقًا في الغابات، وسط غياب أنظمة الإنذار المبكر.

أشاد غانم بجهود وزارتي الزراعة والبيئة، حيث أطلقت الأولى مبادرات في الزراعة المستدامة تشمل الإرشاد المناخي، تقنيات ري حديثة، وتشجيع الأصناف المقاومة للجفاف، إضافة إلى تعزيز إدارة المراعي وإنذار مبكر للحرائق. أما وزارة البيئة، فتعمل على تحديث خطة التكيّف المناخي، حماية التنوع البيولوجي، وإنشاء محميات جديدة، إلى جانب تطوير التمويل المناخي وتفعيل الحضور الدولي للبنان.

وشدد غانم على ان”ما يحصل ليس مجرد ظاهرة موسمية عابرة، بل تحوّل جيولوجي-بيئي جذري يُغيّر وجه الكوكب كما عرفناه. لم يعد السؤال: “هل سنتأثر؟”، بل: “إلى أي مدى سنتضرر إن لم نتحرّك الآن؟”
وقال:”ورغم ضخامة التحدي، لا يزال هناك هامش للإنقاذ والعمل، شرط أن تتوافر الإرادة السياسية، والرؤية القيادية، والمعرفة العلمية، والدعم المجتمعي. نحن اليوم أمام لحظة مفصلية في تاريخ البشرية، وعلى كل طرف أن ينهض بمسؤوليته. (الوكالة الوطنية للإعلام)

زر الذهاب إلى الأعلى
error: