تكنولوجيا و علوم

حذف 10 ملايين حساب خلال 6 أشهر

قامت شركة “فيسبوك” بشن حملة واسعة النطاق في إطار سعيها المستمر لتحسين تجربة المستخدمين ومكافحة “المحتوى المزعج”، أسفرت عن حذف أكثر من 10 ملايين حساب خلال النصف الأول من عام 2025.

وهذه الخطوة تأتي كجزء من سياسة الشركة المملوكة لشركة “ميتا” الرامية إلى تعزيز الحسابات الأصلية وتقليل انتشار المحتوى المكرر وغير الأصلي الذي يسيء إلى جودة المنصة.


وأوضحت “فيسبوك” في بيان رسمي أن وتيرة الحذف بلغت أكثر من مليون حساب شهريا، مشيرة إلى أن تكرار ظهور نفس المحتوى من حسابات متعددة، سواء كانت تحاول انتحال شخصية منشئ المحتوى الأصلي أو مجرد حسابات مزعجة، يؤدي إلى إضعاف التجربة العامة للمستخدمين ويحد من فرص ظهور الأصوات الجديدة والمبدعة. ولذلك تعمل الشركة على تطبيق إجراءات أكثر صرامة للحد من هذه الظاهرة وحماية المبدعين الحقيقيين.
ومع ذلك، لم تخل ذه الحملة من التبعات السلبية، حيث أفاد عشرات المستخدمين بتعرض حساباتهم الشرعية للحذف الخطأ، وهو ما عزاه البعض إلى قصور في أنظمة الذكاء الاصطناعي المسؤولة عن تحديد الحسابات غير الأصلية.

وعبر مستخدمون عن استيائهم على منصات التواصل، حيث وصف أحدهم في منشور على منتدى Reddit تحت عنوان MetaLawsuits، كيف أثر الحذف الخاطئ لحسابه سلبا على عمله وعلاقاته المهنية، كما تسبب في قطع شبكة الدعم الخاصة بابنه المصاب بالتوحد، ما خلف شعورا عميقا بالإهمال والظلم.

 ولم تقتصر موجة الحذف هذه على “فيسبوك” فحسب، بل امتدت لتشمل “إنستغرام” أيضا، ما دفع بعض المراقبين إلى تسمية الظاهرة بـ”موجة حظر ميتا”.

وفي هذا السياق، حاولت الصحف الدولية التواصل مع الشركة للحصول على توضيحات إضافية حول أسباب حذف الحسابات الشرعية، لكن لم يتم الحصول على رد مفصل حتى الآن.

 

وتعتزم “فيسبوك” المضي قدمًا في خطوات جديدة لتنظيف منصتها من الحسابات غير النشطة أو المخالفة، حيث سيتلقى أي مستخدم يتم حذف حسابه إشعارًا عبر البريد الإلكتروني يبلغه بالإجراء المتخذ، مع منحه مهلة تمتد لـ180 يومًا لتقديم طلب استئناف. وفي حال انقضاء هذه المهلة دون تحرّك من المستخدم، يصبح الحذف نهائيًا ولا يمكن التراجع عنه.

ويأتي هذا الإجراء في سياق توجه أوسع بين كبرى شركات التكنولوجيا لتحديث سياساتها وضمان تجربة أكثر أمانًا وفعالية للمستخدمين، وهو ما كانت قد بدأت به “غوغل” أيضًا عام 2023 بإعلانها عن خطوات مشابهة لحذف الحسابات غير النشطة.

وفي سياق متصل، كشفت وثائق داخلية أن الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، مارك زوكربيرغ، كان قد طرح عام 2022 مقترحًا جذريًا يقضي بحذف كل علاقات الصداقة على “فيسبوك” وإعادة بناء الشبكة الاجتماعية بالكامل من الصفر. إلا أن الفكرة قوبلت برفض حاد من داخل الشركة. ويبدو أن الحملة الحالية لتنظيف الحسابات تُعد تنفيذًا جزئيًا ومخففًا لتلك الرؤية السابقة، لكنها مع ذلك تطرح تساؤلات حول مدى توازن المنصة بين محاربة الحسابات الوهمية والمزعجة، وبين حماية حقوق المستخدمين الفعليين في الاحتفاظ بوجودهم الرقمي. (روسيا اليوم)

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: