الذكاء الاصطناعي يخترق سوق العمل.. وظائف ستزول نهائيًا!

أثار الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، موجة جديدة من الجدل خلال مشاركته في مؤتمر مصرفي في واشنطن، حين أطلق تحذيراً صريحاً بشأن مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكدًا أن فئات وظيفية كاملة مهددة بالاختفاء، وعلى رأسها وظائف دعم العملاء.
وقال ألتمان إن وكلاء الذكاء الاصطناعي باتوا قادرين على أداء مهام موظفي خدمة العملاء بكفاءة أعلى، دون الحاجة إلى تحويلات أو إجراءات معقدة، مشيراً إلى أن هذه “الآلات الذكية” لا تتعب، لا تخطئ، ولا تتأثر بالمشاعر، ما يجعل أداءها فائق السرعة والدقة.
ورغم إقراره بأن التقنية لا تزال بحاجة إلى تحسينات، إلا أنه أشار إلى أن القدرات الحالية، مثل تلك الموجودة في ChatGPT، باتت تتفوق أحيانًا على البشر، حتى في مجالات معقدة مثل الطب. لكنه استدرك قائلاً: “أنا شخصياً لا أريد أن أُسلم مصيري الطبي لروبوت دون وجود طبيب بشري مشارك”.
وأبدى ألتمان قلقه من الاستخدامات الخبيثة المحتملة للذكاء الاصطناعي، خصوصاً في ما يتعلق بالأمن المالي. فبحسب رأيه، يمكن لدول معادية استخدام الذكاء الاصطناعي لمهاجمة النظام المالي الأميركي، كما أن قدرة هذه التقنيات على استنساخ الأصوات بدقة، تفتح الباب أمام عمليات احتيال وانتحال هوية واسعة النطاق.
وفيما يرى ألتمان أن الذكاء الاصطناعي سيحوّل جذريًا طبيعة سوق العمل، يؤكد أن العالم لم يشهد بعد التأثير الكامل لهذه التكنولوجيا. ويبدو أنه ليس الوحيد الذي يُطلق هذا التحذير، فعدد من كبار المديرين التنفيذيين – من أمازون وفورد وسبوتيفاي إلى أنثروبيك وموديرنا – يشاركونه الرؤية القاتمة، معتبرين أن نصف الوظائف الإدارية قد تختفي خلال خمس سنوات.
لكن المفارقة أن بعض الشركات التي سارعت إلى استبدال موظفيها بروبوتات، مثل “كلارنا”، عادت مؤخراً إلى توظيف البشر بعد انخفاض جودة الخدمات. ما يُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره، لم يبلغ بعد مستوى يُمكّنه من التفوق المطلق على العنصر البشري، على الأقل في جميع المجالات.