حسم غامض يخترق نظامنا الشمسي بسرعة!

في ظاهرة فلكية لافتة، رصد علماء الفلك جسماً غامضاً يخترق نظامنا الشمسي بسرعة فائقة تصل إلى 209 آلاف كيلومتر في الساعة، ما أثار اهتماماً واسعاً في الأوساط العلمية بسبب حجمه الاستثنائي وطبيعته غير المألوفة.
وأُطلق على هذا الجسم اسم 3I/ATLAS، ليصبح ثالث جسم بينجمي معروف يعبر نظامنا الشمسي، بعد “أومواموا” و”بوريسوف”، لكنه يتفوق عليهما من حيث الحجم. فقد كشفت تحليلات أجراها أكثر من 200 باحث، باستخدام بيانات مرصد “فيرا روبين”، أن قطره يبلغ نحو 11.2 كيلومتراً، ما يجعله أكبر من جبل إيفرست (8.8 كم)، وأكبر جسم بينجمي يُكتشف حتى الآن.
ويتميز 3I/ATLAS بوجود ذؤابة، وهي سحابة من الغاز والغبار تحيط بنواته، وهي سمة شائعة للمذنبات، مما يعزز الفرضية القائلة بأنه مذنب بينجمي طبيعي، رغم أن البعض لا يزال يشكك في ذلك.
ومن بين المشككين، يبرز اسم البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد، الذي يرى أن السرعة الكبيرة والمسار غير الاعتيادي للجسم قد يشيران إلى أصل اصطناعي أو غير طبيعي، قائلاً: “من الصعب تخيّل عملية طبيعية تُطلق جسماً بهذه السرعة نحو نظامنا الشمسي”. لكن علماء بارزين آخرين، مثل كريس لينتوت من جامعة أكسفورد، دحضوا هذه الفرضية، مؤكدين أن التركيب الكيميائي للجسم وخصائصه الفيزيائية تتماشى مع المذنبات المعروفة.
اللافت أن صور المرصد كشفت وجود الجسم في أرشيف البيانات قبل رصده الرسمي، مما أتاح للعلماء دراسة مساره وتطوره بدقة منذ لحظة دخوله إلى نطاق النظام الشمسي. (روسيا اليوم)