الذكاء الاصطناعي يغير قواعد سوق العمل: من التحديات إلى الفرص

تشهد سوق العمل العالمية تحولات كبرى مع صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد امتلاك المعرفة الرقمية الأساسية كافيًا. أصبح مطلوبًا من الموظفين اليوم إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي، من التحليل التنبؤي والتعلم الآلي إلى الأتمتة الذكية.
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، تضاعف ذكر مهارات الذكاء الاصطناعي في إعلانات وظائف “لينكدإن” ثلاث مرات خلال العام الماضي، بينما ارتفعت نسبة الوظائف التي تتضمن كلمات مفتاحية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي من 1.7% إلى 2.9% وفق بيانات “إنديد”.
تعريفات مختلفة لـ “إتقان الذكاء الاصطناعي”
لا تتفق الشركات جميعها على معنى إتقان الذكاء الاصطناعي. ففي الشركات التقنية الكبرى يعني ذلك القدرة على برمجة النماذج وتحليل البيانات المعقدة، بينما في القطاعات الخدمية قد يقتصر على استخدام الأدوات لتحسين العمليات اليومية وزيادة الإنتاجية.
تحولات في طبيعة الوظائف
يوضح الخبير الأكاديمي الدكتور أحمد بانافع أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي الوظائف بقدر ما يعيد صياغتها. فالمحامي أو المعلّم أو المحلل سيعتمد على الذكاء الاصطناعي كمساعد رئيسي، ما يجعل الموظف المطلوب اليوم هو من يجمع بين الخبرة التخصصية والقدرة على تسخير التكنولوجيا.
وظائف جديدة تولد وأخرى تختفي
يشير تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أنّ 92 مليون وظيفة ستختفي بحلول 2030، بينما ستولد 170 مليون وظيفة جديدة. لكن هذه التغيرات ليست مباشرة، إذ تختلف المهارات المطلوبة جذريًا عن تلك المتوفرة حاليًا.
وظائف مثل “مهندس برمجة الأوامر (Prompt Engineer)” و”مراقب أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” بدأت بالظهور، فيما تتهدد الأتمتة أدوارًا تقليدية كخدمات العملاء وإدخال البيانات.
فجوة مهارية وتشريعات مطلوبة
يرى خبير أسواق المال محمد سعيد أن الطلب المتزايد على الكفاءات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي أصبح مؤشرًا واضحًا على تحول جذري في سوق العمل. لكنه حذر من فجوة مهارية قد تزيد من عدم المساواة، إذ يواجه أصحاب المهارات المنخفضة خطر البطالة، بينما يحظى المتخصصون بفرص ورواتب أكبر.
كما شدد على ضرورة تحديث المناهج التعليمية وسَنّ تشريعات تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي، بما يضمن حماية العمالة من الاستبدال الكامل.
الذكاء الاصطناعي: مهارة أساسية لا خيار فيها
يُجمع الخبراء على أنّ التعامل مع الذكاء الاصطناعي اليوم يشبه تعلّم الإنترنت في بدايات الألفية: مهارة أساسية للبقاء في المنافسة. الموظف الذي يتقنها سيحظى بميزة واضحة، أما من يتجاهلها فقد يجد نفسه خارج دائرة سوق العمل.
(سكاي نيوز)