أخبار العالم

حوارات ونقاشات كشفت الكثير… المسؤولون العسكريّون العرب غاضبون من أميركا

ذكرت “العربية”، أنّ حوارات ونقاشات تدور بين العسكريين الأميركيين ونظرائهم من العالم العربي حول مستوى التهديدات التي تواجهها الدول العربية ومستوى القوة الأميركية الموجودة في المنطقة.

ويبدو أن تلك الحوارات بحسب مصادر تكون في بعض الأحيان “حامية”، ولا تخلو من انتقادات عربية للأميركيين مع أن هؤلاء أرسلوا في الأسابيع الماضية المزيد من القوات إلى المنطقة.

وقد اعترض العسكريون وممثلو الدول العربية في اجتماعات عقدت مع الأميركيين على هذه الخطوة، واعتبروا أنها “غير كافية”، حيث إن إرسال سربين من طائرات “إف 16″ و”إف 35” ومدمرتين مع السفن التابعة لها، لا يوازي على الإطلاق الخطر المحدق.

فالأميركيون أرسلوا هذه القوة الإضافية خلال الأسابيع الماضية عندما تعمّدت إيران مهاجمة السفن التجارية في المياه الدولية وكانت تعبر في مضيق هرمز وخليج عمان وبحر العرب، وكان هذا تكراراً لمحاولات إيرانية مماثلة خلال الربيع الماضي.

أما الهدف من كل ذلك، فسعي الولايات المتحدة إلى التأكيد أنها ملتزمة بأمن الملاحة التجارية الحرة في المضائق. وقد اتخذ وزير الدفاع الأميركي قرار إرسال المزيد من القوات عندما قاطعت القوات الإيرانية مسار ناقلتي نفط على علاقة بشركات أميركية يوم عيد الاستقلال، في الرابع من تموز الماضي، وقاطعت هذه الأحداث مسؤولي البنتاغون عن المشاركة في الاحتفالات.

لكن المسؤولين العسكريين العرب الذين شاركوا في النقاشات نظرائهم الأميركيين، أبلغوا أن هذه الإضافة في الخليج العربي “ليست كافية” وهي ربما تعالج جزءاً من المشكلة، أي ردع الإيرانيين عن السيطرة على السفن التجارية، وأحياناً إحباط هذه المساعي الإيرانية.

وأكد الجميع أن إضافة المسيرات البحرية الأميركية والمسيرات الجوية وسرعة الاستجابة لنداء استغاثة من سفينة تتعرّض للقرصنة، “يساعد لكنه غير كافٍ”.

فبرأي العسكريين العرب أن القوات الإيرانية ما زالت قادرة على مهاجمة السفن في مياه أوسع ومفتوحة وأقرب إلى المحيط، والأهم “أن إرسال قوة أميركية إضافية يثير غضب الإيرانيين وهذا سيدفعهم إلى محاولة إحباط عمل القوات القليلة الأميركية الموجودة في المنطقة”.

وبحسب مصادر، تلقى الأميركيون انتقادات من نظرائهم العرب بالضبط بسبب هذه القوة الأميركية القليلة التي “تثير المشاكل ولا تمنع الخطر”.

ومع دخول إيران في تعاون عسكري مع روسيا، فهم الأميركيون أن منطقة الشرق الأوسط ستتعرّض إلى المزيد من المخاطر، خصوصاً أن موسكو قادرة على منح طهران تكنولوجيا تساعدها على رفع دقة الترسانة من الصواريخ والمسيرات.

لكنهم “لم يفعلوا أكثر من التحدّث إلى نظرائهم في العالم العربي عن هذا الخطر وضرورة الاستعداد له” بحسب أكثر من مصدر في واشنطن.

وبحسب مصادر، أبلغ العسكريون العرب، نظراءهم الأميركيين “أن على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في مستوى القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة” وأن تزيد من مستوى العتاد والجنود الأميركيين لمواجهة الخطر المحدق بالمنطقة واقتصاداتها وبالمصالح العربية والأميركية.

كما ذهب بعض المتحدثين إلى التأكيد على الأميركيين أن من الضروري استبدال الخطط الأميركية السابقة بخطة عسكرية ضخمة، تقوم على مبدأ القوة الفائقة الأميركية وبيع الأسلحة الأميركية المتطورة التي تحتاجها الدول العربية.

ويعود هذا المطلب إلى عوامل عديدة، فمنذ أكثر من عشر سنوات بدأت الولايات المتحدة خفض القوات في الشرق الأوسط، وسحبت حاملات الطائرات وما يتبعها من سفن إلى مناطق أخرى في العالم، خصوصاً إلى منطقة المحيط الهادئ.

كما اعتبرت إدارة باراك أوباما في حينه، أنه لا ضرورة لهذه القوة الفائقة في منطقة تتراجع أهميتها لدى الولايات المتحدة، كما أن أوباما وإدارته اعتبرا أنه لا يمكن التحاور مع إيران وشهر السلاح بوجهها في الوقت ذاته بل يجب إبداء حسن النوايا. (العربية)

لبنان ٢٤

زر الذهاب إلى الأعلى
error: