يتحدث سكانها بـلغة يسوع.. إليكم بعض المعلومات عن المدينة التي شهدت مأساة الزفاف

تسكن المدينة أغلبية مسيحية آشورية، يعود تواجدها في المنطقة إلى فترة ما قبل ظهور الدين الإسلامي، بحسب مؤرخين، ويقول الأهالي إن أصولهم تعود إلى الامبراطورية الآشورية التي كانت تتخذ من مدينة الحضر عاصمة لها وتمتد على مناطق واسعة من العراق وصولا إلى أجزاء من تركيا وإيران وسوريا ولبنان.
كما تشير مصادر مسيحية إلى وجود كلمات أكدية وسومرية لا تزال متداولة على ألسن أهالي تلك المنطقة، كما يدرس الكثيرون اللغة السريانية.
ويقول القس، بهنام سوني، في دراسة إن “لغة بغديدا الرسمية هي الآرامية السريانية السوادية (السورث)، وهذه هي اللهجة المشتركة بين السريان الشرقيين والسريان الغربيين”.
مضيفا أن “هذه اللهجة قديمة وهي أقرب لهجة إلى الآرامية التي تكلم بها السيد المسيح”.
كما أن هناك قرى تحيط بالمدينة يسكن فيها مواطنون من أقليات الشبك، والإيزيديين تحيط بالمدينة.
“خرجوا بملابسهم فقط”
ويضيف مقدوني لموقع “الحرة” أن التنظيم استولى لاحقا على أملاك جميع المسيحيين الساكنين في القضاء بعد أن خرجوا منه بملابسهم فقط إلى مدينة أربيل ومخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق.
بعد تحرير القضاء عام 2016، سيطرت قوات الحشد الشعبي من لواء 30 المكون من الشبك على الحمدانية، بالإضافة إلى فصيل “بابليون” المسيحي التابع للحشد.
ويقول مقدوني إن الناس يبلغون باستمرار عن مضايقات يتعرضون لها، حيث يسيطر الحشد على الكثير من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في المدينة التي يعيش أهلها بشكل كبير معتمدين على الزراعة والتجارة. ويشير إلى أن أكثر من 40 بالمئة من مسيحيي المدينة، أحجموا عن العودة إليها وإلى أملاكهم بعد التحرير، بسبب خوفهم من هذه المضايقات.
ويضيف أن “فاجعة الزفاف أضافت حزنا كبيرا جديدا إلى الأحزان الهائلة التي عاشها أهل المدينة”.
تاريخ بغديدا
ويقول القس جورج متي، وهو باحث في تاريخ الأديرة والكنائس العراقية، إن اسم المدينة له الكثير من التفسيرات، حيث قد يكون أصلها “بيث خوديدا” أو بيث كذوذي” التي تعني بيت الشباب، أو بيث خديدا التي تعني بيت الآلهة أو بيت الله.
ويقول إن المدينة كانت تدين بالزرادشتية قبل المسيحية، وهناك آثار كثيرة تعود إلى الفترة الوثنية قبل ظهور المسيح في المنطقة.
كما أن للمدينة اسما آخر ظهر في الفترة العثمانية هو قره قوش، أو الطير الأسود، ويعتقد متي، في حديث للموقع أن “الاسم أصبح هكذا، لأن الأسود هو زي رجال الدين المسيحيين”.
وقام النظام العراقي السابق بتحويل اسم القضاء إلى الحمدانية، نسبة إلى بني حمدان، العائلة العربية التي حكمت المنطقة نهايات الفترة العباسية، والتي لا يزال للمتحدرين منها تواجد كبير في تلك الأنحاء.
لبنان ٢٤