لماذا تتصرف روسيا بـوحشية في أوكرانيا وسوريا؟

ذكر موقع “الحرة” أن تحليلاً نشرته مجلة “ذا ناشيونال إنرتست” سلطت من خلاله الضوء على الطريقة “الوحشية” التي تُعامل بها روسيا المدنيين في حربها على أوكرانيا من اغتصاب وتعذيب وقتل المدنيين غير المقاتلين، موضحة أنها تتبع “رؤية سوفييتية شمولية” للحرب “تتجاهل التمييز بين الجنود والمدنيين”.
ويرى إيفان أريغوين، استاذ استراتيجيات وسياسات الحرب والأمن السيبراني في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، أنه لفهم استمرار استهداف غير المقاتلين في الثقافة العسكرية الروسية، رغم أنه أمر غير قانوني ويضر بسمعة روسيا على المسرح العالمي، يجب العودة إلي الأيدولوجية أو العقيدة العسكرية السوفييتية.
ويقول إنه منذ تأسيس الدولة الروسية حتى عام 1917، أي خلال فترة حكم قياصرة روسيا بأكملها، لم يكن الجيش الروسي أكثر أو أقل وحشية تجاه غير المقاتلين من جيوش أي دولة أو إمبراطورية أخرى.
ووفقا لما كتبه أريغوين، فإن هذه الأيديولوجية مبررة ذاتيا، باعتبارها الطريق إلى “الجنة الأرضية، التي يُنفى فيها الفقر والحرب؟”.
ويرى أريغوين أن هذه الأيدولوجية هي ما تجعل الجيش الروسي اليوم يتجاهل عمليا حصانة غير المقاتلين ويستهدف بشكل منهجي ومتعمد المرافق الطبية في مناطق العمليات، وهو انتهاك خطير لاتفاقيات جنيف لعام 1948 و1949، التي لا تزال روسيا من الدول الموقعة عليها.
الوحشية في سوريا
وفي سوريا بعد عام 2015، لم تميز القوات المسلحة السورية والروسية بين المدنيين والمتمردين في مناطق العمليات، بالإضافة إلى الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية، والاستخدام المستمر للتجويع كسلاح، والهجمات المنهجية والمتعمدة على البنية التحتية المدنية أثناء العمليات القتالية.
وكانت هذه الأيدولوجية عنصرا أساسيا في الممارسة السوفيتية عندما تقدمت قواتهم المسلحة نحو برلين خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أن أي جندي سوفييتي يرفض تنفيذ هجوم انتحاري أو يحاول التراجع، حتى لأسباب عسكرية سليمة، كان يتم إعدامه على يد قوات خاصة مخصصة لهذا الغرض.
كما اغتصب الجنود السوفييت المنتصرون فتيات لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات ونساء يبلغن من العمر سبعين عاما أثناء احتلالهم لبرلين.
اغتصاب وجرائم موثقة
وقال إريك موس رئيس لجنة التحقيق بشأن أوكرانيا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن فريقه “جمع المزيد من الأدلة التي تشير إلى أن استخدام القوات المسلحة الروسية للتعذيب في المناطق الخاضعة لسيطرتها كان واسع النطاق ومنهجيا”.
وأضاف “كان التعذيب يمارس في بعض الحالات بوحشية شديدة، لدرجة أنه أدى إلى وفاة الضحية”.
ومضى يقول “ارتكب الجنود الروس جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي بحق نساء تراوحت أعمارهن بين 19 و83 عاما” في مناطق احتلوها بإقليم خيرسون.
وأضاف موس أنه في كثير من الأحيان، كان يتم احتجاز أفراد الأسرة وإجبارهم على سماع الانتهاكات في الجوار.
وتنفي روسيا ارتكاب أي أعمال وحشية أو استهداف المدنيين في أوكرانيا. وقال موس إن محاولات اللجنة للتواصل مع روسيا لم يتم الرد عليها. وأتيحت لموسكو فرصة للرد على هذه الاتهامات في جلسة المجلس لكن لم يحضرها أي ممثل عن روسيا.
وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بوقت لاحق بشأن عدد حالات التعذيب التي أدت إلى الوفاة، قال عضو اللجنة بابلو دي جريف إن من المستحيل معرفة ذلك بسبب القيود على دخول المناطق لكنه “عدد مرتفع إلى حد كبير.. والحالات من مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، قريبة وبعيدة عن خطوط القتال”.
لبنان ٢٤