أخبار العالم

من خلال قصف اليمن.. الغرب يخاطر بتكرار أخطائه

شنت الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقت مبكر من يوم الجمعة الفائت ضربات عسكرية ضد أكثر من عشرة أهداف في اليمن تسيطر عليها جماعة الحوثي.

 

وبحسب صحيفة “The Guardian” البريطانية، “جاءت هذه الضربات رداً على أكثر من 25 هجوماً شنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني.

 

ويصر الزعماء الغربيون، وخاصة الرئيس الأميركي جو بايدن، على أنهم يريدون الحد من خطر انتشار الحرب في غزة إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، لكن الضربات الجوية والبحرية التي تقودها الولايات المتحدة على اليمن هي أهم توسّع للصراع منذ أن شنت إسرائيل هجومها المدمر على غزة بعد هجمات 7 تشرين الاول التي شنتها حماس. وبدلاً من تجنب حرب أوسع نطاقاً، تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تصعيد التوترات الإقليمية وإضافة الزيت إلى الصراع الذي امتد بالفعل إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحر الأحمر، ومن الممكن أن يخرج الحريق عن نطاق السيطرة، ربما عن طريق الصدفة وليس عن قصد”.

 

وتابعت الصحيفة، “أصبح بايدن الرئيس الأميركي الرابع على التوالي الذي يأمر بشن ضربات عسكرية على اليمن، ليواصل عقدين من السياسات الأميركية والغربية الفاشلة التي تركزت على القصف وعمليات مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. ويبدو أن واشنطن حريصة على تكرار أخطائها: سنوات من القصف من قبل حلفاء الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية الطويلة في اليمن فشلت في طرد الحوثيين أو إقناعهم بتغيير مسارهم. وفي الواقع، أصبح الحوثيون أقوى بعد كل مواجهة عسكرية. إن الانتقام الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الحوثيين يكذب أيضًا الضغط المفترض الذي تمارسه إدارة بايدن على إسرائيل لإنهاء غزوها لغزة، والذي أودى بحياة أكثر من 23000 فلسطيني”.

 

ورأت الصحيفة أن “الولايات المتحدة وحلفاءها يقاومون المسار الأوضح لخفض التصعيد في مختلف أنحاء المنطقة: الضغط على إسرائيل لحملها على إنهاء غزوها وقبول وقف إطلاق النار. ومن شأن الهدنة أن تزيل مبرر الحوثيين لعدوانهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، وقد قال قادة الحركة إنهم سيتوقفون عن تعطيل التجارة العالمية بمجرد توقف إسرائيل عن قصف غزة. ومن المرجح أن يكون للضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة تأثير عكسي: فقد أظهر قادة الحوثيين بالفعل تحديًا ووعدوا بمواصلة هجماتهم على السفن واستهداف السفن الأميركية والسفن المتحالفة معها في المنطقة”.

 

وأضافت الصحيفة، “ليس لدى الحوثيين، الذين كانوا يفقدون الدعم في اليمن قبل حرب غزة، حافزاً كبيراً لتغيير تكتيكاتهم منذ أن أدى الصراع إلى زيادة شعبيتهم في كل أنحاء الشرق الأوسط. ويُنظر إلى المجموعة على أنها واحدة من اللاعبين القلائل في المنطقة القادرين على فرض تكلفة استراتيجية على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في مقابل دعمهم لإسرائيل، على عكس الحكومات العربية التي فشلت في إقناع واشنطن بالاعتماد على إسرائيل. كما استخدم الحوثيون حرب غزة لتعزيز صورتهم داخل “محور المقاومة”، وهي شبكة من المجموعات وغيرها من الجهات الفاعلة غير الحكومية المدعومة من إيران”.

 

وبحسب الصحيفة، “منذ 7 تشرين الأول، انخرط حزب الله والقوات الإسرائيلية في تبادل إطلاق نار شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث قال حزب الله إنه يحاول إبقاء بعض الموارد العسكرية الإسرائيلية مقيدة بعيدًا عن جبهة غزة. وقبل الضربات الأميركية البريطانية على أهداف الحوثيين في اليمن، كانت إدارة بايدن قلقة للغاية بشأن اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل. وفي الوقت نفسه، نفذت المجموعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا 130 هجومًا بطائرات مسيّرة وصواريخ على القوات الأميركية في هذين البلدين منذ منتصف تشرين الأول، مما أدى إلى إصابة 66 جنديًا. وفي 4 كانون الثاني، قتلت الولايات المتحدة قائد مجموعة عراقية في غارة جوية في بغداد، قائلة إنه كان متورطا في التخطيط لهجمات على القوات الأميركية. وأثارت تلك الغارة الجوية غضب الحكومة العراقية، وسرّعت من دعوات الفصائل العراقية لطرد حوالى 2500 جندي أميركي ما زالوا متمركزين في العراق للمساعدة في قتال تنظيم داعش”.

 

وتابعت الصحيفة، “إن دعم واشنطن الذي لا يتزعزع وشحنات الأسلحة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات إلى إسرائيل يؤدي إلى إجهاد التحالفات الأميركية الأخرى في المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن اثنين من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قاوما الانضمام إلى التحالف البحري الدولي، الذي شكلته إدارة بايدن الشهر الماضي، لمواجهة الحوثيين وحماية الشحن في البحر الأحمر. ويحرص القادة السعوديون على الحفاظ على هدنة هشة مع الحوثيين، وهم يدركون الدعم الواسع للفلسطينيين، والغضب من تصرفات إسرائيل في غزة، في كل أنحاء العالم العربي”.

 

لبنان ٢٤

تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp

قد يهمك أيضاً
زر الذهاب إلى الأعلى
error: