الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران مستبعدة.. لماذا اللجوء إلى حرب الظل؟

في تقدير المحلل السياسي والمستشار الاستراتيجي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، فيما يخص رد فعل إيران، فإنه يرى أن “رغم المكانة الكبيرة للجنرال حجة الله أميدار “الحاج صادق”، الذي كان قائدا للمخابرات العسكرية لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، فإنه من الصعب التنبؤ بردود الفعل”، مشيرًا إلى أنّه لا يعتقد أن طهران ستشن في الوقت الحالي هجمات ضد إسرائيل.

وأضاف:” من المحتمل أن يتولى التصعيد وكلاء طهران في المنطقة، في ظل الحسابات بشأن تكلفة المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، ولذا لن أفاجأ من تصرفات حزب الله في الأيام القادمة، فربما يستخدم صواريخ أكثر قوة أو أن يشن الحوثيون مزيدا من الهجمات”.

من جهته، يتفق الباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، مع روفينيتي، في استبعاد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، لافتا كذلك إلى أن تكلفة الحرب المباشرة تشكل كابوسا لإيران.

إلا أنه لفت إلى تصعيد قد يأتي من إسرائيل، مشيرا في ذلك لتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستهداف إيران لدورها في دعم الجماعات التي تهاجم إسرائيل من لبنان وغزة واليمن، وكذلك لمنعها من الوصول إلى السلاح النووي.

وتعهد نتنياهو الخميس الماضي، بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، مضيفا أن “إيران هي رأس الأخطبوط، ومخالبها ترى في كل مكان، من الحوثيين إلى حزب الله إلى حماس، ولا بد من استهدافها”.

على مقلب آخر، تربط الباحثة الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، بين ما تراه تراجع قدرة طهران في الرد على إسرائيل بضربات موجعة، وبين غياب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الذي كان مسؤولا عن أنشطة أذرع إيران في المنطقة.

وتقول تسوكرمان في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنّه ” بعد تصفية سليماني (بغارة أميركية في بغداد عام 2020)، لم تعد إيران قادرة على إدارة العمليات بنفس المستوى والتماسك، وهو ما خلق ثغرات تستغلها إسرائيل”.

وأضافت:” من الخطأ الاعتقاد بأن أي هجوم إسرائيلي لأهداف إيرانية في سوريا أو ضباط الحرس الثوري قد يغيّر قواعد اللعبة بين إسرائيل وإيران”.

واستطردت:”  هذه القواعد برزت فيها حروب الظل لسنوات، خاصة في عهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، حيث تقوم إيران باستهداف رجال إسرائيليين في جميع أنحاء العالم، ومن جانبها تهاجم إسرائيل أهدافا إيرانية في سوريا”.

وأكّدت على أنّه “في الآونة الأخيرة، باتت طهران تكشف وجهها أكثر بإعلان دعمها لعملية “حماس” في أكتوبر، وتشجيع هجمات جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر علنا، لكن هذا لا يعني الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، لأن إيران لا تراه الوقت المناسب.

وأضافت:” طهران تتميّز بالصبر الاستراتيجي في المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولديها القدرة على امتصاص الضربة والغضب بشكل كبير، وهو ما كشفه تصريح المرشد الإيراني، علي خامنئي، بأهمية “الصبر الاستراتيجي” مع إسرائيل”.

وبدوره يشير الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد محمد عيسى، بدوره، إلى سياسة “الصبر الاستراتيجي” الإيرانية مع إسرائيل والولايات المتحدة، قائلا إنها تستغلها في اختيار الوقت المناسب للحرب، ولا يكون تحركها مجرد رد فعل.

وعن ضربة المزة ومقتل قادة الحرس الثوري، السبت، قال عيسى: “هي ضربة كبيرة لإيران وموجعة، لكن هي لديها مئات أو آلاف القيادات العسكرية التي ستواصل عملها في سوريا”، لافتا إلى أنه حال وقوع حرب مباشرة “فلن تكون بين إيران وإسرائيل فقط، بل ستكون حربا شاملة، يدخل فيها حزب الله وفصائل المقاومة”.(سكاي نيوز عربية)