وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، “تشمل الحرب الجديدة الأوسع نطاقاً محاولات من جانب القوى العظمى، وأبرزها الصين، لتأمين الموارد الطبيعية من خلال تأمين التحالفات مع الأنظمة الاستبدادية في كل أنحاء العالم. وفي المقابل، تقدم الصين السلع، بما في ذلك المواد العسكرية، للأنظمة غير الديمقراطية في أميركا اللاتينية، والشرق الأوسط، وأفريقيا. وهذا التحالف بحكم الأمر الواقع عالمي النطاق حقا، وهو يمتد من أوكرانيا إلى إغلاق البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن، وحتى الخطط الفنزويلية لغزو جزء كبير من غيانا الغنية بالنفط”.
وتابعت الصحيفة، “تضع الحرب الأوسع نطاقاً القوى الانتقامية، مثل الصين وروسيا والدول الإسلامية وأميركا اللاتينية وأفريقيا، التي تشعر أنها تعرضت للظلم من قبل الغرب والرأسمالية الليبرالية في جانب واحد. وعلى الجانب الآخر يوجد الغرب والحلفاء غير الأوروبيين مثل اليابان وكوريا الجنوبية وربما الأهم من ذلك الهند بقيادة مودي. ويبدو أن قادة الغرب، كما كانت الحال في ثلاثينيات القرن العشرين، مهتمون بالمناورات الدبلوماسية أكثر من اهتمامهم بمواجهة خطر حقيقي وقائم، وهم ينظرون إلى استرضاء إيران باعتباره أمرا عمليا، ولكن التوصل إلى اتفاق تجاري مع بريطانيا العظمى أمر هامشي”.
ورأت الصحيفة أن “أوجه التشابه التاريخية مثيرة للقلق، ويتعين على المرء أن يشكك في عزيمة الغرب ليس فقط في ما يتعلق بالحربين الساخنتين في أوكرانيا وإسرائيل وحماس، بل وأيضاً في الصراعات المستقبلية. إن الفوز في حرب أوسع نطاقاً يعتمد على ثلاثة أشياء: القاعدة الصناعية القوية، والاستعداد العسكري، والروح المعنوية الداخلية. وفي الوقت الحالي، يبدو الغرب عازماً على إضعاف صناعاته التحويلية، على سبيل المثال من خلال تفويض السيارات الكهربائية، الأمر الذي سيساعد بكين. وتعمل الصين أيضاً على تنمية الدول التابعة الناشئة في أفريقيا وآسيا الوسطى، فضلاً عن أميركا اللاتينية، لتلبية الطلب على مواردها”.
وبحسب الصحيفة، “إن الصين في طريقها نحو التحول إلى القوة العظمى العالمية الرائدة بحلول عام 2050، بغض النظر عن التحديات الداخلية مثل البطالة بين الشباب والهرم الديموغرافي المتوسع. منذ ستينيات القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انخفاض حصتهما في الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة من 65% إلى نصف هذه النسبة بالكاد اليوم. ويناضل الغربيون مع مصادر الطاقة المتجددة التي لا يمكن الاعتماد عليها، في حين تشرع الصين في بناء محطات تعمل بالفحم وتطلق كميات من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي تفوق ما تطلقه كل الدول المتقدمة مجتمعة”.
وتابعت الصحيفة، “تشكل الدفاعات الغربية مصدر قلق أكبر، وكان الانسحاب المهين للولايات المتحدة من أفغانستان سبباً في تشجيع كل من الصين وروسيا. إن وضع الجيوش الأوروبية مثير للشفقة، فالمملكة المتحدة، صاحبة أقوى جيش في أوروبا، تمتلك 150 دبابة فقط بينما تمتلك ألمانيا ما يكفي من الذخيرة لمدة يومين من المعركة. وحتى الولايات المتحدة تواجه مشكلة في الحفاظ على إمدادات حلفائها. ووجدت دراسة حديثة أجرتها سينتيا كوك من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنه حتى قبل هجوم حماس، أثارت الحاجة إلى تزويد أوكرانيا بالأسلحة “المخاوف بشأن ما إذا كان هناك مخزون متبقي كاف للتدريب وتنفيذ خطط الحرب”.”وأضافت الصحيفة، “يتم الآن إنتاج العديد من السلع العسكرية الأميركية في الصين، وقد يتفاقم هذا الاعتماد إذا اختارت الصين غزو تايوان، وهي الدولة التي تعتمد عليها العديد من الصناعات الأميركية في مكوناتها الرئيسية. إن العالم الديمقراطي يسير وهو نائم نحو الكارثة مرة أخرى. وبينما نحن في أمس الحاجة إليهم، فمن المستحيل أن نجد أي شخص في الغرب يشبه تشرشل أو روزفلت أو ترومان أو حتى نيكسون أو ريغان. من المؤكد أن البيروقراطية في الاتحاد الأوروبي ليست بديلاً لديغول”.وختمت الصحيفة، “إن الغرب لا يستطيع أن ينتصر، أو حتى يظل على صلة بصراع الحضارات، إذا لم يؤمن بنفسه، واستمر في إهمال الوسائل المادية لحماية مصالحه”.
لبنان ٢٤
تابع كل المواضيع و الأخبار التي تهمك الان على واتساب اضغط على الرابط التالي https://n247.co/wp